ابتسامة رضا ترفع مطلب "الترافع من أجل الوقاية من انتحار الشباب بالمغرب"


في الوقت الذي يعود بنا يوم 5 فبراير للتطرق من جديد لإشكالية معاناة الشباب ووضعها في قلب الحدث عشية حلول اليوم الوطني للوقاية من الانتحار، تغتنم جمعية ابتسامة رضا هذه المناسبة للتذكير بما جاءت به تقارير المنظمة العالمية للصحة، حول الانتحار الذي يعد المسبب الثاني لوفاة الشباب عبر العالم* وعلى أن 23,42% من الشباب المغاربة معرضون لخطر الانتحار**.

لقد انخرطت جمعية ابتسامة رضا منذ 14 سنة في النضال من أجل الوقاية من انتحار الشباب، وعبرت غير ما مرة عن دعمها المطلق للإستراتيجية الوطنية للوقاية من الانتحار التي تبنتها الحكومة المغربية في سنة 2020.

وسيرا على هذا النهج، تواصل الجمعية مهمتها التحسيسية قصد المساهمة في تسريع وتيرة تنفيذ وتنزيل إجراءات ملموسة بإطلاق نداءها الحامل لشعار "لنترافع من أجل الوقاية من انتحار الشباب بالمغرب". ومن خلال هذا المسعى التعبوي وتحت شعار "لنعمل معا من أجل حماية الأرواح البشرية"، تدعو ابتسامة إلى بسط نقاش وتعاون شامل ما بين مختلف المتدخلين من وزارات، مستشفيات، مدارس، وسائل الإعلام والمجتمع المدني لبلورة سلسلة من المطالب الرئيسية للحد من هذه الآفة.

"منذ بداية نضالنا و إلى غاية يومنا هذا، نكون قد حققنا العديد من الأشياء الإيجابية،" كما جاء في تصريح للسيدة مريم البوزيدي العراقي، رئيسة جمعية ابتسامة رضا. "وقد تمكنا من تجاوز حاجز الطابوهات والمسكوت عنه ونجحنا في إشعار الرأي العام بخطورة وجسامة هذه الإشكالية المستعصية. كما لمسنا في السنوات الأخيرةوجود رغبة حقيقية من لدن السلطات العمومية للتعامل مع هذه الظاهرة بجد  في إطار مسعى إرادي لمعالجة هذا الموضوع . ومع ذلك، فبالنسبة لنا نحن ، ومن موقع سهرنا يوميا على هذا الموضوع، نرى على أن هذه الظاهرة لازالت مستفحلة، وعلى أن محاولات مكافحتها لا ترقى إلى ما نطمح إليه. نحن اليوم أصبحنا نضطلع بدور مزدوج، دور الإشعار والتنبيه، ودور التحرك على أرض الواقع، والدعوة بأعلى صوت للمناشدة من أجل تعاون شامل وأفضل ما بين مختلف الأطراف المتدخلة، من صناع القرار المؤسساتيين، وقادة الرأي والمجتمع المدني. ذاك هو المطلب الذي نحمله على عاتقنا والذي نتوق من خلاله الدعوة إلى بلورة إجراءات ملموسة على أرض الواقع.

وفي هذا الإطار، حددت ابتسامة رضا تسعة مطالب. وقد انبثقت هذه المطالب عن كل ما راكمته الجمعية من تجارب ميدانية بالمغرب واستثمار أفضل التجارب الدولية الرامية إلى تحقيق تكفل حقيقي على مدى سلسلة الوقاية، التدخل وما بعد التدخل.

المطلب رقم 1:  ضرورة إحداث مرصد وطني

تنادي جمعية ابتسامة بالعمل على إحداث مرصد وطني للانتحار تنحصر مهمته في تجميع وتحليل المعطيات المَرَضِية والسريرية على صعيد المملكة.  من المرتقب أن تمكن هذه المعطيات من تقييم حجم الوضعية، والمساهمة أيضا في اعتماد مخططات عمل بمجال الوقاية من معضلة الانتحار.

المطلب رقم 2: الولوج لعلاجات الصحة النفسية والعقلية

من الضروري تسهيل الولوج لعلاجات الصحة النفسية والعقلية؛ وذلك بتأهيل وتعزيز البنيات التحتية الموجودة وإحداث خدمات جديدة خاصة على غرار مراكز أزمة الانتحار. من المرتقب أن يساهم هذا الإجراء في التكفل العاجل والفعال بالشباب في وضعية معاناة.

المطلب رقم 3: تكوين المتدخلين والمهنيين

توفير تكوين في المستوى المطلوب لفائدة مهنيي الصحة، المربين، المساعدين الاجتماعيين والمتدخلين المتواجدين في الصفوف الأمامية؛ ومن المنتظر أن يؤدي هذا التكوين إلى خلق شبكة مؤهلة لرصد علامات المعاناة المبكرة لدى الشباب والقدرة على التدخل لتفادي المرور إلى تنفيذ فكرة الانتحار.

المطلب رقم 4:  إحداث خطوط للمساعدة والدعم

تتوفر جمعية ابتسامة حاليا على خط هاتفي مجهول، مجاني وسري لمساعدة الشباب في وضعية معاناة أو من لديهم نزعات انتحارية. إلا أنه يجب تعزيز هذا الخط الخاص بالدعم النفسي بتوظيف وتكوين أكبر عدد ممكن من المستمعين. ولازالت جمعية ابتسامة رضا تناضل بكل ما أوتيت من إمكانيات من أجل إحداث خطوط للاستماع موجهة للبالغين.

المطلب رقم 5: إدراج موضوع الوقاية من الانتحار بالبرامج الجامعية

تطالب جمعية ابتسامة رضا إدراج دروس جامعية بالبرامج البيداغوجية تتطرق لموضوع الوقاية من الانتحار. ويتلخص الهدف الأسمى من ذلك في توعية وتحسيس عموم الطالبات والطلاب بجسامة هذه الآفة وتكوينهم ليكونوا مؤهلين لرصد العلامات الدالة على وجود نوايا انتحارية لدى الشخص في وضعية معاناة، وتأهيلهم للإسراع إلى تقديم المساعدات الأولية واستعمال أدوات الدعم المتوفرة. كما يعد الإجراء بمثابة وسيلة لتوفير الجو الملائم للأشخاص في وضعية معاناة للتعبير عن مشاعرهم ومشاكلهم، وإن اقتضت الضرورة ذلك، البحث عن المساعدة، لأنفسهم أو لغيرهم، دون الاكتراث بما سينتج عن ذلك من أحكام وتعاليق مسبقة. 

المطلب رقم 6:  إسماع صوت الشباب

انطلاقا مما اكتسبته من تجارب تحسيسية و توعوية من لدن شركائها منذ سنين في إطار لجنة الشباب، توصي ابتسامة رضا بضرورة إشراك الشباب في بلورة واعتماد آليات للوقاية. مع العلم أن رؤيتهم كفيلة بالمساعدة على المساهمة في وضع تصور لبرامج قد تكون في آن واحد دائمة وفعالة لكونها تتلاءم أكثر وأحسن مع خصوصياتهم.

المطلب رقم 7:  دعم ومساندة الأسر المكلومة بسبب الانتحار

العائلات المتضررة جراء الانتحار عائلات هشة ومفككة. وللوقاية من تداعيات هذه الفاجعة، وجب تقديم الدعم لها عبر إعداد بروتوكول مؤطر للوقاية اللاحقة لمواكبة العائلات في حالة حزن والإجابة على مختلف استفساراتها وتساؤلاتها.

المطلب رقم 8: تحسيس وسائل الإعلام

تضطلع وسائل الإعلام بدور مهم في الإشعار والتحذير، التعبئة الاجتماعية والتحسيس. وبإمكانها أيضا المساهمة في الوقاية من الانتحار، ولاسيما بالحرص والتروي أثناء انتقاء الكلمات والصور المستعملة. فعلى سبيل المثال لا الحصر، توصى المنظمة العالمية للصحة بضرورة تفادي الأساليب العاطفية المفرطة، وضرورة احترام العائلات المكلومة، والامتناع دائما عن التطرق للطريقة المستعملة في الانتحار، وعدم نشر الصور والمشاهد "الصادمة" أوإعطاء معلومات عن المصادر المحلية للمساعدة ***.

المطلب رقم 9:  البث السنوي للحملات التحسيسية الوطنية

تروم الحملات الوطنية  السنوية المنظمة من طرف الجمعية تحسيس عموم المواطنين مع تيسير الفهم العميق لهذا الموضوع، مسبباته وتداعياته، على الصعيد الوطني. وهي تمكن أيضا من محاربة الأفكار المغلوطة والأخبار الزائفة والابتعاد عن تشويه وخدش سمعة من لهم نزعات أو سلوكات انتحارية.

وكما تؤكد المنظمة العالمية للصحة على ذلك، الانتحار يؤدي إلى وفاة كان من الممكن تفاديها وتجنبها.

كفى, إذن، من الصمت والانتظار. ولنعمل جميعا قبل فوات الأوان !

 

 

لمحة عن جمعية ابتسامة رضا

أحدثت جمعية ابتسامة رضا في شهر دجنبر 2009 ، وقد أخذت على عاتقها مهمة مساعدة الشباب في وضعية صعبة وحمايتهم من الإقدام على الانتحار. وفي ظرف 12 سنة من العمل الجاد والدؤوب، نجحت الجمعية في إزاحة الستار عن طابو الحديث عن الانتحار، وعملت على استنهاض همم الفاعلين المؤسساتيين في هذا الشأن، وحث كافة مكونات المجتمع المدني على ضرورة بسط نقاش جاد وصريح حول هذه المعضلة التي لطالما أرقت بال كافة أطياف المجتمع دون استثناء.

ثلاث محاور للتدخل:

1- التدخل عبر خدمة فضاء ch@técouteStop Silence، السري والمجاني (والذي يخضع حاليا لإعادة الهيكلة)؛

2-الوقاية من العزلة بفضل تدخلات ميدانية، لاسيما بالوسط المدرسي، 3- تحسيس المجتمع بواقع معاناة الشباب في صمت عبر تنظيم حملات تواصلية لهذا الغرض

Entreprise

Autres langues

Français