تحت مجهر منصة Avito.ma: هل فعلا لتضخم أسعار مواد البناء تأثير كبير على سوق العقار بالمغرب؟


بعدما استعاد عافيته في الربع الأول من سنة 2022، عاد سوق العقار المغربي ليجتاز في الوقت الراهن مرحلة صعبة بفعل ارتفاع أسعار مواد البناء. فهل للتضخم والضغط على طلب التموين أثر على السوق الرقمي للعقار وعلى دينامية الانطلاقة التي شهدها القطاع عند مطلع سنة 2022؟

"لقد كان للأحداث التي عرفناها خلال السنتين الأخيرتين  تأثير على السوق العقاري المغربي الذي لم يستفد بتاتا من هذه الظرفية. فبعد ارتفاع تضخم المواد الأولية والأزمة الطاقية وتبعاتها، وجد المنعشون العقاريون أنفسهم أمام حتمية خفض هوامشهم أو رفع أسعار مبيعاتهم،" كما أوضح ذلك زكرياء غسولي، الرئيس المدير العام لمنصة Avito.ma. كما أضاف نفس المتحدث قائلا:"وانطلاقا من كوننا المنصة رقم 1 بمجال العقار، بادرنا إلى مواكبة المهنيين خلال هذه الفترة الحرجة بعرض أملاكهم من جهة، وقمنا من جهة أخرى باقتراح أحسن العروض بالمجال العقاري، سواء تعلق الأمر بمشروع استثماري أو باقتناء محل للسكنى".

يذكر على أنه خلال الربع الثاني من سنة 2022، أفرز مؤشر أسعار الأصول العقارية لبنك المغرب ارتفاعا بنسبة 0,2%. وموازاة مع ذلك، شهد عدد الصفقات ارتفاعا بنسبة 4,6%. وبعدما شهد انحدارا سنويا، عاد مؤشر أسعار الأصول العقارية ليتحسن بنسبة 0,4% مقارنة مع الربع الثاني من سنة 2021. وهذا في الوقت الذي شهد فيه عدد الصفقات انخفاضا بنسبة 22,5% في نفس القترة  رافقه انطواء بنسبة 20,4% في مبيعات العقارات السكنية و37,7% في مبيعات البقع الأرضية.

وعلى الرغم من انخفاض عدد الصفقات العقارية بنسبة 22,5%، تبعا لمؤشر أسعار الأصول العقارية خلال النصف الأول من سنة 2022، فقد لاحظنا مع ذلك انخفاضا في سعر العقار بنسبة 6% على مستوى الإعلانات المدرجة بالمنصة التسويقية الإلكترونية Avito.ma. ولم يخلف هذا السياق أي تأثير على تضخم تكاليف المواد الأولية بالسوق الرقمي العقاري.

عودة الإعلانات النشيطة إلى الواجهة

وانطلاقا مما سبق، استعادت الإعلانات النشيطة المدرجة على منصة Avito.ma  تطورا إيجابيا بنسبة 5% خلال السبعة أشهر الأولى من سنة 2022 بعدما شهدت انخفاضا بنسبة 5% خلال نفس الفترة من سنة 2021. وبدوره، ارتفع الطلب بنسبة 9% ما بين شهري يناير و يوليوز من سنة 2022 مقارنة مع نفس الفترة من سنة 2021 حيث فقد 9%. و فيما يتعلق بالأسعار، فقد شهدت تدنيا بنسبة 6% عند متم يوليوز 2022 مقارنة مع نفس الفترة من سنة 2021 والتي سبق وأن شهدت ارتفاعا في الأسعار بنسبة 3%. ونتيجة لذلك، تحول معدل الأسعار المصرح به بالإعلانات من 1.430.000 إلى 1.400.000.

المنحنيات الرئيسية للسوق العقاري خلال سنة 2022

لقد أبان تحليل معطيات الواجهة التسويقية Avito.ma على أن الأملاك المعروضة للبيع على المنصة في سنة 2022 هي تلك التي تتراوح أسعارها ما بين 300.000  و500.000 درهم، حيث شكلت 37% من إجمالي العرض العقاري و40% من الطلب، متبوعة بالممتلكات المتراوحة أثمنتها ما بين 500.000 و700.000 درهم (أي بنسبة 20% من العرض). وتأتي في المرتبة الثالثة الممتلكات المتراوحة أثمنتها ما بين 700.000 ومليون درهم، وذلك بنسبة 16% من العرض الإجمالي. نفس المنحنى تم تسجيله في نفس الفترة من السنة الفارطة.

من جهة أخرى، شملت الإعلانات المدرجة أكثر بصنف العقار على منصة Avito.ma في سنة 2021 (شملت) الممتلكات المتراوحة مساحتها ما بين 70 و100 متر مربع، وذلك بنسبة 35% من العرض الإجمالي، متبوعة بالممتلكات المتراوحة مساحتها ما بين 45 و70 متر مربع (34% من العرض). أما فيما يتعلق بالممتلكات المتراوحة مساحتها من 100 إلى 150 متر مربع، فقد استقرت نسبتها في 23% من العرض الإجمالي لسنة 2021.

وفي نفس السنة، شهدت الإعلانات الخاصة بالمساحات المتراوحة ما بين 70 و100 متر مربع انخفاضا بنقطة في نسبتها المئوية حيث سجلت 34% من إجمالي العرض، ولتلتحق بذلك بالممتلكات المتراوحة مساحتها ما بين 45 و70 متر مربع. هناك أيضا مستجد آخر يتمثل في بلوغ الإعلانات العقارية للأملاك المشتملة على غرفتين اثنتين نسبة 64% من العرض الإجمالي، أي بارتفاع ب4 نقط في نسبتها المئوية مقارنة مع سنة 2021.

إقبال متزايد على حي الألفة بالدار البيضاء

بالدار البيضاء، أبانت المعطيات الواردة بمنصة Avito.ma على أن هناك طلبا متزايدا على حي الألفة الذي سجل 199.000 قراءة للإعلانات متبوعا بحي البرنوصي (180.000 قراءة) وعين السبع ب176.000 قراءة. كما كشف ترتيب الأحياء حسب سعر الأملاك العقارية عن معدل سعر يناهز 2.400.000 درهم بحي راسين، محتلا بذلك المرتبة الأولى، متبوعا بحي كوتيي بمعدل يناهز 2.100.000 درهم وعين الذئاب (1.900.000 درهم).

هذا، ويؤكد الصراع الدائر ما بين العرض (+5%) والطلب (+9% ) على مستوى الإعلانات النشيطة بمنصة Avito.ma على أن السوق العقاري بدأ يسترجع عافيته تدريجيا.  وقد يدفعنا هذا المعطى  إلى طرح تساؤلات عدة، من بينها: هل يمكن من الآن الحديث عن انطلاقة حقيقية للقطاع العقاري في سنة 2022؟ هل فعلا شرعنا في ملامسة أثر ارتفاع الأسعار على العرض والطلب في الأشهر المقبلة؟ أسئلة وأخرى سنجد لها أجوبة ضمن حصيلتنا العقارية لهذه السنة.

لمحة عن أفيتو:
أفيتو هو أكبر موقع إلكتروني للإعلانات بالمغرب وعضو المجموعة النرويجية شيبستد ، الرائدة العالمية بسوق الإعالنات الإلكترونية الصغيرة بحوالي ثلاثين موقعا عبر العالم. تقترح أفيتو تشكيلة واسعة من الإعلانات المتعلقة على الخصوص بالأملاك العقارية،
السيارات، الهواتف الذكية، الأدوات واللوازم الإلكترونية، الأثاث، الألبسة والأكسسوارات، علاوة على عروض العمل والخدمات. وبحوالي 000 30 إعلان جديد مدرج كل يوم وجمهور شهري يناهز 6 ملايين زائر وحيد، تكون أفيتو قد أصبحت الموقع الثاني بالمغرب بجميع الأصناف. نفس الموقع يشغل أكثر من 100 مستخدم بالمغرب.