مايكروسوفت -السباق ضد اللامساواة الاقتصادية داخل الأسواق الناشئة – أداة لصالح الشركات الصغيرة والمتوسطة


تتمثل إحدى التحديات الكبرى في القرن الحادي والعشرين في الحاجة إلى الحد من مستويات الفقر واللامساواة الاقتصادية على مستوى العالم. إذ يُعتبر النمو الاقتصادي أقوى أداة للحد من الفقر وتحسين جودة الحياة في البلدان النامية.

ويخلص تقرير الفقر واللامساواة الصادر عن البنك الدولي إلى أن "البلدان الأكثر مساواة تميل إلى أن يتمتع سكانها بصحة أفضل، وتكون أكثر كفاءة من الناحية الاقتصادية، وتتمتع باستقرار اجتماعي أكبر من البلدان غير المتكافئة إلى حد كبير. ومن المرجّح أن تشهد البلدان التي تستثمر بذكاء في الحد من اللامساواة اليوم نموًا اقتصاديًا مستدامًا أكثر من تلك التي لا تستثمر في هذا الصدد. ويمكن أن يفيد الخفض من اللامساواة الغالبية العظمى من ساكنة العالم".

ومع ذلك، غالبًا ما يتم تعريف الأسواق الناشئة من خلال مستويات ملحوظة من اللامساواة الاقتصادية. وبينما تتحمل الحكومات مسؤولية محاولة سد فجوة الدخل، يمكن أن يكون للمقاولات الصغرى والمتوسطة (SMEs) تأثير عميق في ضمان النمو الاقتصادي كما ينعكس ذلك من خلال نمو الناتج المحلي الإجمالي.

تمثل المقاولات الصغرى والمتوسطة حوالي 90٪ من الأعمال  وأزيد من 50٪ من العمالة حول العالم. كما تسهم المقاولات الصغرى والمتوسطة الرسمية بنسبة تبلغ 40٪ من الدخل الوطني في الاقتصادات الناشئة، وترتفع هذه الأرقام بشكل كبير إذا أدرجنا المقاولات الصغرى والمتوسطة غير الرسمية. وتشير التقديرات إلى أنه ستكون هناك حاجة إلى 600 مليون منصب شغل بحلول سنة 2030 لاستيعاب القوى العاملة العالمية المتنامية، مما يجعل تنمية المقاولات الصغرى والمتوسطة أولوية مهمة بالنسبة للعديد من الحكومات. في الأسواق الناشئة، توفر المقاولات الصغرى والمتوسطة معظم مناصب الشغل الرسمية، مما يخلق 7 من أصل 10 منصب شغل.

تشير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) أن المقاولات الصغرى والمتوسطة تعتبر عناصر أساسية لتحقيق عولمة ونمو أكثر شمولاً ,، بينما يشير البنك الدولي إلى أن المقاولات الصغرى والمتوسطة تنهض بدور رئيسي في معظم الاقتصادات، لاسيما في البلدان النامية، وذلك من خلال خلق فرص الشغل وإضافة القيمة، وإحداث تأثيرات معتدلة إلى مهمة على نمو الاقتصادات من حيث الناتج المحلي الإجمالي، ودفع الابتكار. تكتسي المقاولات الصغرى والمتوسطة أهمية قصوى بالنسبة للبلدان النامية، وذلك لأنها تمثل أزيد من 90٪ من جميع الشركات خارج قطاع الفلاحة.

يمكننا أن نرى فوائد وجود قطاع قوي للمقاولات الصغرى والمتوسطة بوضوح في دراسة صادرة عن رابطة دول جنوب شرق آسيا (ASEAN). تعتبر تنمية المقاولات الصغرى والمتوسطة نقطة مهمة بالنسبة لمخطط المجتمع الاقتصادي الذي تقوده رابطة دول جنوب شرق آسيا، والذي يهدف إلى زيادة مساهمة المقاولات الصغرى والمتوسطة في النمو الاقتصادي الشامل وتنمية رابطة دول جنوب شرق آسيا (ASEAN) كمنطقة.

لقد ارتبطت المقاولات الصغرى والمتوسطة ارتباطًا مباشرًا بالنمو الاقتصادي في العديد من الاقتصادات الآسيوية المزدهرة، بما في ذلك كوريا وسنغافورة وتايلاند، كما أنها لعبت دورًا مهمًا للغاية في التصنيع السريع والتنمية في كل من الصين والهند، وهما اثنان من شركائنا في البريكس BRICS. إلى جانب ذلك، توجد علاقة وطيدة بين مستويات الفقر والجوع والرفاه الاقتصادي للمجتمع والظروف العامة للمقاولات الصغرى والمتوسطة في ذلك البلد. ففي معظم الاقتصادات النامية والمتقدمة، تعملأكثر من 90٪ من المقاولات الصغرى والمتوسطة  على تحسين معدل العمالة. فيما يتعلق باقتصاديات رابطة دول جنوب شرق آسيا (ASEAN)، فقد خلُصت الدراسات إلى أن تنمية المقاولات الصغرى والمتوسطة يعدّ جزء لا يتجزأ من تحقيق النمو الاقتصادي المستدام على المدى البعيد.

 

وبالتالي، لا يمكن أن يكون مفاجئًا عندئذٍ أن تحتل ثلاث دول آسيوية ذات أعلى معدلات من حيث النمو المراتب العشرة الأولى في استطلاع سهولة ممارسة أنشطة الأعمال السنوي الذي يجريه البنك الدولي برسم سنة 2018. إذ احتلت سنغافورة المركز الثاني، واحتلت جمهورية كوريا المركز الرابع، فيما حلّت هونج كونج في المركز الخامس. بالإضافة إلى ذلك، تظهر تايوان (المركز 15) وتايلاند (المركز 26) في ترتيب 30 دولة، بينما تظهر دولة إفريقية واحدة فقط، وهي موريشيوس (المركز 25) في قائمة أفضل 30 دولة. وعلى الرغم من أن التصنيفات ليست خاصة بقطاع المقاولات الصغرى والمتوسطة، إلا أنها تسعى إلى تحديد وتقييم سهولة ممارسة الأعمال التجارية في بلد ما، بناءً على مكونات مثل سهولة القيام بنشاط تجاري أو المباشرة فيه، والتعامل مع التراخيص، والحصول على الكهرباء والائتمان، والتجارة عبر الحدود وحل الإعسار، على سبيل المثال لا الحصر.

يكمن التحدي، وفقًا لمؤشر ممارسة أنشطة الأعمال، في أن منطقة إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى صنفت "الاقتصادات ذات اللوائح التنظيمية الأقل ملاءمة للأعمال في المتوسط"، مما يجعل نمو مساهمة الناتج المحلي الإجمالي في بلدان جنوب الصحراء الكبرى أكثر صعوبة من نظرائها الآسيويين، مع تأثير مباشر على خلق فرص الشغل والتخفيف من حدة الفقر. يمكن للحكومات والهيئات التنظيمية أن تفعل الكثير للتخفيف من المتطلبات التشريعية والتنظيمية المرهقة ولتسهيل المساهمات الإيجابية للمقاولات الصغرى والمتوسطة في النمو الاقتصادي.

تُعاني العديد من المقاولات الصغرى والمتوسطة في جميع أنحاء العالم، وخاصة في الأسواق الناشئة، من نفس التحديات وهي الافتقار إلى الوصول إلى تمويل ميسور التكلفة، والحواجز التجارية والاستثمارية، وكذا عدم الولوج إلى الأسواق العالمية. وغالبًا ما تمنع البنية التحتية المادية والبنية التحتية الضعيفة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات المقاولات الصغرى والمتوسطة من العمل بكفاءة أو من الولوج إلى الأسواق الدولية بتكاليف تنافسية. تتيح الرقمنة للمقاولات الصغرى والمتوسطة فرصًا جديدة للمشاركة في الاقتصاد العالمي، لكن العديد منها متأخر في مجال التحول الرقمي ولا يزال الولوج إلى الإنترنت بعيد المنال بالنسبة للعديد منها في المنطقة.

لقد لاحظنا بأن الاستثمار في الشراكات الإستراتيجية يمكن أن يوفر المساعدة التي تحتاج إليها المقاولات الصغرى والمتوسطة بشدة. ففي نيجيريا، دخلت Microsoft في شراكة مع FirstBank of Nigeria وVodacom Business Nigeria وMTN Nigeria، لتزويد عملائها من المقاولات الصغرى والمتوسطة بإمكانية الولوج إلى التكنولوجيا وموارد تطوير المهارات وشبكات الأعمال والمنصة التعليمية. ويقوم First Bank of Nigeria ببناء قدرات المقاولات الصغرى والمتوسطة المحلية وتسريع التحول الرقمي من خلال تزويدها بحلول غير مالية حصرية ومصممة خصيصًا لها، ومنحها إمكانية الولوج إلى التكنولوجيا بأسعار مخفضة وبالعملة المحلية، مع توفير الولوج إلى شبكات الأعمال والتعليم من خلال أكاديمية مايكروسوفت الافتراضية.

توفر Vodacom Business Nigeria الخدمات السحابية لمايكروسوفت أزور Microsoft Azure لفائدة عملاء فوداكوم Vodacom، مما يمكّنهم من تحسين أنشطتهم وتحسين قدراتهم على اتخاذ القرارات بهدف الحفاظ على ميزة تنافسية معينة. هذا وتركز MTN Nigeria إم تي إن نيجيريا على تنمية القدرات، والولوج إلى الأسواق وشبكات الأعمال في جميع أنحاء إفريقيا، وكذا توفير الولوج إلى التكنولوجيا مع تقديم الدعم في إنشاء حلول مبتكرة.

أبرمت مايكروسوفت شراكة مع جوميا Jumia في نيجيريا وكينيا بهدف استضافة صفحة متجر رسمية على مركز جوميا Jumia عبر الإنترنت. مما يوفر للمقاولات الصغرى والمتوسطة فرصة شراء واستخدام منتجات وحلول مايكروسوفت أصلية مع الدفع بالعملة المحلية، ويساعد على حل تحديات عملة الدفع، والهدف من ذلك هو الرفع من هذا النوع من العمليات في أسواق أخرى بما في ذلك مصر وغانا وساحل العاج. ويمكن أن يكون لهذا النوع من الشراكات المبتكرة تأثير مباشر على المقاولات الصغرى والمتوسطة وبالتالي على التحديات التي تواجهها.

تعد المهارات الرقمية أساسية لنمو أية مؤسسة، ونحن نعمل على تشجيع تبني التكنولوجيا وتطوير المهارات في كل مؤسسة. تساعد منصةBiz4Afrika  على الإنترنيت المقاولات الصغرى والمتوسطة على الولوج إلى التكنولوجيا والمعلومات والمهارات وكذا الأسواق. كما ساعدت في جلب 1.7 مليون مقاولة صغرى ومتوسطة عبر الإنترنت، وأكثر من 500000 مقاولة صغرى ومتوسطة في إفريقيا تستخدم اليوم بنشاط الخدمات السحابية لمايكروسوفت.

ولا يقتصر الأمر على الشراكات الإستراتيجية مع الكيانات المؤسساتية التي يمكنها تغيير الاتجاه، بل وتلعب الشراكات بين القطاعين العام والخاص أيضا دورًا مهمًا. ففي المغرب، مكّنت الشراكة مع Algo Consulting من تطوير منصة وراقي Wraqi، وهو حل إداري عبر الإنترنت يستخدم التعلم الآلي وإنترنت الأشياء وقواعد البيانات المتسلسلة لتحسين العلاقات بين المواطنين والحكومة. وتتيح منصة وراقي Wraqi، المدعومة من سحابة مايكروسوفت، للمستخدمين إنشاء حساب مع إيداع التوقيع، والذي يمكن للجهات الحكومية استخدامه لتحديد هوية المواطنين والمصادقة عليهم وتفويضهم عن بُعد باستخدام التوقيعات الإلكترونية والمصادقة متعددة العناصر، والتي من المرجح أن تسرع، وإنما أيضا أن تسهّل، الولوج إلى الخدمات.

كما يمكن أن تسهم فرص زيادة الولوج إلى الأسواق في تعزيز نمو أكثر شمولا. ففي غرب إفريقيا، تساعد شركة StartupSpacePointe الناشئة المدعومة من مايكروسوفت المقاولات الصغرى والمتوسطة على بناء أسواق عبر الإنترنت واستراتيجيات للتجارة الإلكترونية بأسعار معقولة. وعلى نطاق أوسع، يمكن لاتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية (AfCFTA) أن تلعب دورًا في إطلاق العنان للابتكار والنمو والإنتاجية في القارة، وخاصة بالنسبة لقطاع المقاولات الصغرى والمتوسطة، من خلال ترجمة القوة الشرائية إلى تنمية اقتصادية.

من الواضح أن النمو المستدام والسريع في الاقتصادات الآسيوية المذكورة مرتبط بالبنية التحتية المتينة والتشريعات وسهولة ممارسة الأعمال التجارية في تلك البلدان، لاسيما فيما يتعلق بقطاع المقاولات الصغرى والمتوسطة. وعلى العكس من ذلك، في حالة انعدام هذه العناصر، تعرف البلدان نموًا بطيء الوتيرة. ستؤثر البيئات التمكينية للمقاولات الصغرى والمتوسطة على مستقبل العديد من اقتصادات الأسواق الناشئة وتسمح للمقاولات الصغرى بالاستجابة بشكل سلس لاحتياجات تلك الاقتصادات.

إذا كنا صادقين في رغبتنا في رؤية اقتصادات القارة الأفريقية تنمو وتتقوى، فعلينا أن نعمل بحزم على مساعدة المقاولات الصغرى والمتوسطة في التغلب على التحديات التي تواجهها. وبذلك، يمكن تقليل مستويات اللامساواة والتفاوت في الدخل.

 نبذة عن شركة مايكروسوفت

مايكروسوفت العالمية (المدرجة في بورصة ناسداك تحت رمز“MSFT” @microsoft )  هي شركة رائدة في مجال التحول الرقمي في مجال الحوسبة و الأجهزة الذكية ، وتتمثل مهمتها في تمكين كل شخص وكل منظمة على هذا الكوكب من تحقيق المزيد.

Tag

aucun tag pour ce communiqué

Entreprise

Autres langues

Français

Documents attachés

Microsoft fr-1 176 Ko

Soromfe uzomah-2 84,21 Ko

Microsoft ar-3 225,43 Ko