افتتاح المناظرة الأولى للصناعات الثقافية والإبداعية


أمام قاعة غاصة بالحاضرين، افتتحت بالرباط المناظرة الأولى للصناعات الثقافية والإبداعية المنظمة، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده، من طرف وزارة الثقافة والاتصال بشراكة مع فدرالية الصناعات الثقافية والإبداعية التابعة للاتحاد العام لمقاولات المغرب.

أزيد من 600 مشاركة ومشارك، يجسدون تنوع القطاع الثقافي والبعد الذي تكتسيه الشراكة القائمة ما بين القطاع العام والخاص و ترؤسهما لهذه التظاهرة، حضروا كلهم للجلسة الافتتاحية بالقاعة الملكية بفندق سوفيتل حدائق الورود للرباط.

انعقد الاجتماع الافتتاحي برئاسة السيد محمد الأعرج، وزير الثقافة والاتصال. وقد تمیز بعد ذلك بالقاء الكلمات الرسمية من طرف كل من السادة الحبيب المالكي، رئيس مجلس النواب، أحمد رضا الشامي، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، زهير الشرفي الكاتب العام لوزارة الاقتصاد والمالية، السيدة نائلة التازي، رئيسة فدرالية الصناعات الثقافية والإبداعية برلمانية الاتحاد العام لمقاولات المغرب، ومحمد فکرات، نائب رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب. كما حضر نفس الجلسة كل من السادة محمد أوجار، وزیر العدل، ونور الدين بنسودة، الخازن العام للمملكة.

بداية، حرص السيد محمد الأعرج على وضع هذه المناظرة ضمن سياقها الراهن حيث أشار إلى أن السياسة التي ينهجها صاحب الجلالة ما هي إلا تجسيد للإرادة الملكية السامية الرامية إلى تزويد الثقافة المغربية بكل الوسائل والموارد الضرورية لتنميتها و تطورها (...) فالثقافة أضحت اليوم عنصرا أساسيا وحاسما في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ولن يتأتى ذلك إلا من خلال تثمين الصناعات الإبداعية كقطاع مستقل لوحده. فهذا الأخير يتطلب تتبعا وتوفير العديد من الموارد ليتسنى له رفع العراقيل والرهانات التي تعترض أي قطاع صاعد مثله".

بدوره، سار السيد الحبيب على نفس النهج الذي أشار إليه السيد الوزير حيث لاحظ على أن دينامية الانفتاح التي يتبناها المغرب والمغاربة عبر العالم، إزاء مختلف مكونات الحضارة الإنسانية ومختلف اللغات، التعابير والتحولات المعرفية، التكنولوجية، الإبداعية والجمالية". كما عبر السيد رئيس مجلس النواب عن ضرورة "التفكير في اقتراحات ملموسة الاستصدار قانون خاص ينظم و يؤطر الازدهار الثقافي، ومحددا لطرق مراقبته، نطاقات تدخله وملبيا للآفاق والتحديات المشروعة للفاعلين الثقافيين والمبدعين كافة"".

كما شدد السيد أحمد رضا الشامي على الأهمية المتزايدة للثقافة التي تعتبر اليوم رابع دعامة للتنمية المستدامة إلى جانب الاقتصاد، والشقين الاجتماعي والبيئي. فهذه المناظرة تشكل مناسبة مواتية للانكباب على إرساء إستراتيجية وطنية لتنمية وتطوير الصناعة الثقافية، بمشاركة مختلف الأطراف المتدخلة، ووفق مقاربة تشاركية وتشاورية"

 من جانب آخر، أكد السيد زهير الشرفي، الكاتب العام لوزارة الاقتصاد والمالية، حاملا خطابا من السيد الوزير محمد بن شعبون، على أن الوقت قد حان لنعمل جميعا على اعتماد سياسات عمومية قوية وناجعة، تتطرق للتحديات الجديدة التي يطرحها التحول الرقمي وتثمين الكفاءات."، كما واصل قائلا على أن التفكير (كان) جاريا لإصلاح آليات دعم النشاط الاقتصادي، ولاسيما المقاولات جد الصغرى والمقاولات الصغرى والمتوسطة (و) إمكانية ولوج مقاولات القطاع لثقافة بمختلف آليات الدعم على الإبداع ومصاحبتها". "وبهذا، سنكون قد اعتمدنا واحدة من التوصيات الأساسية التي جاءت بها المناظرة الوطنية للجبايات، والمتمثلة في تزويد القطاع الثقافي بقاعدة جبائية ملائمة"، يضيف نفس المتحدث.

 من جانب آخر، أكد السيد زهير الشرفي، الكاتب العام لوزارة الاقتصاد والمالية، حاملا خطابا من السيد الوزير محمد بن شعبون، على أن الوقت قد حان لنعمل جميعا على اعتماد سياسات عمومية قوية وناجعة، تتطرق للتحديات الجديدة التي يطرحها التحول الرقمي وتثمين الكفاءات."، كما واصل قائلا على أن التفكير (كان) جاريا لإصلاح آليات دعم النشاط الاقتصادي، ولاسيما المقاولات جد الصغرى والمقاولات الصغرى والمتوسطة (و) إمكانية ولوج مقاولات القطاع لثقافة بمختلف آليات الدعم على الإبداع ومصاحبتها". "وبهذا، سنكون قد اعتمدنا واحدة من التوصيات الأساسية التي جاءت بها المناظرة الوطنية للجبايات، والمتمثلة في تزويد القطاع الثقافي بقاعدة جبائية ملائمة"، يضيف نفس المتحدث.

وقد ذكرت السيدة نائلة التازي، رئيسة فدرالية الصناعات الثقافية والإبداعية على أنه في الوقت الراهن" تحتل الصناعات الثقافية على الصعيد العالمي المرتبة الخامسة بقائمة القطاعات الواعدة أكثر اقتصاديا. وبهذا، لم يعد من الممكن ولا مقبولا اعتبار الاستثمارات المرصودة للتنمية الثقافية كتكاليف ثانوية أو غير ضرورية.

 تغيير الأفق أمر ضروري وحاسم. وهو يتطلب التحلي بالشجاعة والرؤية الثاقبة. كما يفترض خلق علاقات تقارب جديدة ما بين المهنيين، صناع القرار الاقتصاديين والسياسيين". كما التمست السيدة نائلة التازي من المشاركين العمل على إثراء هذه المناظرة بأفكارهم، بتوصياتهم، بطاقاتهم وشغفهم". "تلك لحظة نادرة وغالية. نحن مطالبون بأن نكون في مستوى هذا الموعد الهام. وختمت مداخلتها بتوجيه الشكر والثناء لأعضاء مكتب فدرالية الصناعات الثقافية والإبداعية.

و كخلاصة للجلسة الافتتاحية، أشار السيد محمد فكرات للهدف وراء تدخل وتواجد الاتحاد العام لمقاولات المغرب إلى جانب وزارة الثقافة والاتصال "لكون الثقافة والفن يشكلان مصدران رئيسيان لإحداث فرص الشغل وخلق الثروات الوطنية...ومن ثمة يتجلى الهدف من إحداث فدرالية الصناعات الثقافية والإبداعية المتمثل في توجيه وتأطير مجهودات القطاع الخاص بهذا المجال."

تواصلت الجلسة الصباحية الأولى لهذه المناظرة التأسيسية بتنظيم الندوة الأولى، التي تدخل ضمن الندوات الخمس المبرمجة خلال يومين كاملين للنقاش والتبادل، والتي تجمع ثلة من المتدخلين الوطنيين والدوليين رفيعي المستوى، ويشرف على إدارتها كمقرر التهامي الغرفي.

افتتحت المائدة المستديرة الأولى للنقاش في موضوع "غنى الهويات الثقافية، رأسمال وجب تثمينه": ففي الوقت الذي حيكت فيه الهوية الثقافية المغربية عبر الروافد التي تشکلها، وشيدت عبر الزمن تتميز الهوية المغربية بتعدد الروافد التي تكونها، وقد شيدت عبر الزمن وفي خضم الوفرة، ما السبيل الأمثل لتثمين الرأسمال الهوياتي وجعله رافعة للتقدم والازدهار؟

السيدة إليزابیت جیجو، رئيسة مؤسسة آنا ليند، السيد أحمد السكونتي، أستاذ باحث بالمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، السيد عبد الله بوصوف، الكاتب العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، والسيد ماحي بين بين، فنان تشكيلي وكاتب ومشارك في تأسيس المراكز الثقافية "النجوم"، تبادلوا كلهم مكانة الفنون والثقافة بالمنظومة التربوية، ووضعية الموروث الثقافي كرأسمال شعب بأكمله، مؤكدين على أهمية دعم التنوع الثقافي والإبداع الفني، وولوج الشباب للفنون والثقافة، كدعامة للتماسك الاجتماعي وعلاقة المواطن بالتعددية الثقافية واللغوية.

تلت الندوة حوارات مفيدة ومثمرة ما بين الجمهور والمتدخلين أبانت بالفعل عن دور المقاربة التشاركية المقترحة من خلال هذه المناظرة الأولى للصناعات الثقافية والإبداعية، وهذا المعطى يؤشر لاحتدام النقاش وغناها خلال الساعات القادمة.

إن نجاح هذه البداية، على مدى يوم كامل وثلاث ندوات، ما هو إلا دلیل ساطع على الأهمية التي يكتسيها هذا الموعد الذي يروم بسط حوار ما بين مختلف الأطراف المتدخلة والمنظومة الثقافية بالمغرب وخلق نقاش بناء وهادف يفسح المجال أمام بروز صناعة ثقافية وإبداعية مدرة للقيمة، للرابط الاجتماعي وتفضي على الخصوص إلى خلق مناصب شغل للشباب بمختلف شعب قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية.

هذا الجمهور المتنوع والمتعدد الأطياف متكون من فنانين، کتاب، مخرجين، منتجين، موزعين، ناشرین، منظمي مهرجانات، جمعيات، غرف مهنية، مسيري المواقع الثقافية، مفکرین، برلمانيين، والعديد من السفراء (ضمنهم سفراء الولايات المتحدة الأمريكية، المملكة العربية السعودية، إسبانيا، السنغال، الإمارات العربية المتحدة...)، ومؤسسات دولية والعديد من ممثلي الوسائل والمنابر الإعلامية.

Tag

aucun tag pour ce communiqué