منذ إنشائها في سنة 1976،لم تتوقف مختبرات سوطيما للصناعات الصيدلية عن تطوير سلسلها متنامية عاما بعد عام من الأدوية والعلاجات. واليوم تفتتح سوطيما ثلاث وحدات إنتاجية جديدة، من ضمنها الوحدة الأولى على الصعيد الإفريقي المتخصصة في إنتاج أدوية بيوتيكنولوجية مضادة للسرطان، وذلك بحضور وزير الصحة ووزير الصناعة والتجارة والاقتصاد الرقمي. كما ستفتتح سوطيما بنفس المناسبة توسعة وحدتها الإنتاجية لصناعة أكياس الأمصال (Sérums en poche)، بالإضافة إلى وحدة إنتاج الطاقة الخضراء باستعمال الكتلة الحيوية، مؤكدة بذلك عزمها الراسخ على المضي قدما في استراتيجيتها للتنمية المستدامة. اتجهت السياسيات الصحية الوطنية المتبعة في السنوات الأخيرة نحو التشجيع على دمقرطة الوصول إلى العلاج، وذلك من خلال تخفيض أسعار الأدوية وبالتالي تكلفة العلاج. غير أن تجسيد مثل هذه الاستراتيجية يبقى مطلبا بعيد المنال من دون التزام حقيقي من طرف منتجي الأدوية بالاستثمار في وحدات إنتاج محلية، الشيء الذي سيمكن من تخفيض أثمان الأدوية، خاصة تلك المستعملة في إطار العلاجات الباهظة التكاليف. في خطابه السامي يوم 12 أكتوبر 2018 بمناسبة افتتاح الدورة التشريعية بالبرلمان، دعا صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى"دراسة إمكانية فتح بعض القطاعات والمهن غير المرخصة حاليا للأجانب، كقطاع الصحة، أمام بعض المبادرات النوعية والكفاءات العالمية". وتعتبر هذه الدعوة تكريسا للإرادة الملكية الرامية إلى تقوية قدرات قطاع الصناعة المغربية للأدوية، كما أنها تحفز المصنعين الوطنيين للأدوية على استحضار مستويين إثنين خلال التخطيط لاستثماراتهم: أولها دعم الإرادة الملكية من أجل توفير أفضل خدمة للمواطن، والثاني تيسير ولوج العلاج وإتاحته للجميع. من خلال إطلاق إنتاج الأدوية البيوتكنولوجية المضادة للسرطان في مصنعها الجديد ببوسكورة، تساهم مختبرات سوطيما بفعالية في تحقيق الاستقلال والأمن الصحي للمغرب، إضافة إلى أنها، من خلال ذلك، توفر للمرضى المغاربة والأفارقة علاجا مبتكرا ذي جودة عالية وفي المتناول. كما أن من شأن الإنتاج المحلي للأدوية البيوتكنولوجية المضادة للسرطان أن يعزز السياسة الصحية بالمغرب، ناهيك على أن مثل هذه الاستثمارات ستعزز مكانة المغرب على المستوى الدولي، إذ ستدخله إلى الدائرة الضيقة للبلدان التي اكتسبت هذا الجيل الجديد من التكنولوجيا الرفيعة. أما على المستوى الاقتصادي، فإن الانتاج المحلي للأدوية البيوتكنولوجية المضادة للسرطان، وبأسعار منخفضة مقارنة مع المنتجات المماثلة المستوردة، يمكن من تحقيق مجموعة من الامتيازات الأساسية. أولها تخفيض معدل الوفيات بسبب السرطان، خصوصا وأن هذا المرض خبيث يعتبر، حسب الخبراء، السبب المباشر في جل الوفيات في إفريقيا نظرا لعدم قدرة المرضى على الوصول إلى العلاجات باهظة التكلفة. كما أن من شأن هذه الاستثمارات أن يمكن البلد من تخفيض عجزه التجاري. وفي الأخير سيمكن هذا الاستثمار كذلك من تعزيز الموقع الدولي لمجموعة سوطيما. بهذه المناسبة أيضا ستطلق سوطيما توسيع وحدتها الصناعية أكياس الأمصال الموجهة للحقن. ومن خلال تدشين هذه الوحدة الجديدة، فإن سوطيما ترفع من قدراتها الإنتاجية بشكل ملحوظ، الشيء الذي سيمكنها من تزويد السوق الوطنية والدولية على السواء. وللإشارة فإن سوطيما هي أول مختبر ينتج محليا أكياس أمصال لينة، تستجيب لحاجيات المستشفيات والمصحات المغربية فيما يخص منتجات الصحة الأساسية. أما على مستوى التزامها لأجل البيئة من خلال تشجيع صناعة صيدلية خضراء، فبالإضافة إلى تخصيص استثمارات مهمة لنظام الصرف (السائل والصلب) وتطهير الانبعاثات الغازية، أطلقت سوطيما مشروع انتاج الطاقة النظيفة بفضل وحدة استغلال الكتلة الحيوية، والمخصصة لإنتاج الطاقة عبر تدوير نفايات زيت الزيتون والأركان. السرطان، السبب الأول للوفاة في إفريقيا حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية، تسجل سنويا 650 ألف حالة إصابة جديدة بالسرطان في إفريقيا جنوب الصحراء، وذلك مقارنة مع 555 ألف حالة المسجلة في المنطقة الكبيرة لجنوب المتوسط (المغرب، تونس، مصر، ليبيا...). وحسب الخبراء فإن السرطان سيصبح خلال السنوات المقبلة السبب الأول للوفاة في إفريقيا، متقدما الملاريا بكثير. فمن بين 10 مليون وفاة بسبب هذا المرض، يوجد حوالي 70 في المائة في البلدان التي تساهم بأقل من 5 في المائة في معدل النمو العالمي، والتي تنتمي إليها غالبية الدول الإفريقية، الغير قادرة على استيراد الأدوية البيوتيكنولوجية المضادة للسرطان، علما بأن هذه الأدوية تعتبر الأفضل لعلاج المرض العضال. سوطيما، تاريخ وإنجازات انطلقت مغامرة سوطيما في مجال البيوتكنولوجيا خلال سنة 1980 وذلك عبر إنشاء وحدة محلية للانسولين. وفي نفس الاتجاه تلاها بعد سنوات إنتاج إنوكسابرين. واليوم، فإن مصانع سوطيما، التي تخضع بانتظام للتقييم والمراقبة والتصديق من طرف وزارة الصحة المغربية والعديد من الهيئات الدولية (فرنسا، البرتغال، دول مجلس التعاون الخليجي، هولندا…. ) أصبحت تشكل منصات تصدير صوب العديد من البلدان الإفريقية والعربية والأوروبية، حيث تقوم المجموعة بتسويق سلسلة واسعة من المنتجات انطلاقا من الأقراص الطبية وصولا إلى الأدوية البيولوجية الشبيهة مرورا بالحقن، إضافة إلى قيام سوطيما بتصنيع للأدوية عن طريق الترخيص لفائدة 35 شركة صيدلية عبر العالم. كما انخرطت سوطيما أيضا منذ بضعة أعوام في تعزيز التعاون جنوب جنوب من خلال خلق شبكة واسعة من التمثيليات في الدول الإفريقية. إضافة إلى إطلاق المشروع الطموح لفتح فروع في الخارج، ارتكازا على التجربة الناجحة لفرعها السنغالي الذي دشنه صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس السنغالي ماكي سال، والذي يعتبر نموذجا بارزا لهذا التوجه. وفي الأخير سوطيما هي أيضا وعلى الخصوص 1200 موظف، مع قيامها بخلق 100 منصب شغل جديد في السنة.